الأحد، 9 سبتمبر 2018

كثر السلام يقلل المعرفة.. معقول؟!

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على سيد المرسلين وقدوة الصالحين ونبراس المستنيرين..أما بعد:
كثر في حاضرنا قول عبارة  (كثر السلام يقلل المعرفة) فما مقدار صحة ذلك..؟
إذا بحثنا اساسا عن مصدر الجملة الغريبة تلك فلن نجد عنوانا ولا تعريفا لقائلها.. مجرد مقولة فإذا هي تنتشر في دولنا العربية بصورة رهيبة جدا مع أنها لم تستصحب معها أي دليل يثبتها ...!
إن لنبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم مقولة تنسف هذه العبارة جملة وتفصيلا بل وتحث وتخض على ضد مافيها.. تعال بنا نتأمل كلام س المرسلين في التعامل بيننا كبشر ثم ليراجع كل منا نفسه..أي الفريقين يختار:
١. فريق الجملة مجهولة المصدر معدومة الشواهد والأدلة؟
٢. فريق جملة رسول الله وقدوتنا صلوات ربي وسلامه عليه؟
يقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلَا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم))؛ رواه مسلم.
هذا دليل قاطع من سيد الخلق والبشرية بأن كثرة السلام وإفشاؤه سبب للمحبة .. ليس فقط يزيد المعرفة بل يؤدي للمحبة وليست محبة عادي بل هي محبة مفضية إلى الإيمان.. كيف لا ونحن نخص بعضنا كمسلمين برجاء السلام لبعضنا عند كل تحية !
فلكم أن تتخيلو كم هي خاطئة تلك المقولة.. ناهيك عن بركة السلام بتحات خطايات المتصافحين لو كان السلام مصافحة.. والحسنات المرصودة عند نطق حملة السلام من 10 إلى 30 حسنة كما في الحديث المشهور...
والكلام قد يطول ولكني أكتفي بهذه الإشارة.
والله تعالى من وراء القصد
#إن_جاءكم_فاسق_بنبأ_فتبينوا

الجمعة، 31 أغسطس 2018

أنا الكبير...!

جملة صغيرة لكن أثرها كبير جدا وللأسف في الجانب السلبي ، حيث يلجأ إليها الكثيرون في إنهاء الحوارات مع من هم أصغر منه سناً ليسكته ومنطقه الوحيد ، أنا أكبر منك سناً كيف تجادلني ؟
كيف ترد علي ؟
‏ كيف تناقشني ؟
‏ كيف تتجرأ فتحاورني  ؟
‏إلى آخر هذه الكلمات المخيفة اجتماعيا فلا تكاد تسمعها من شخص لمن يصغره سناً إلا ويجبره الضابط الاجتماعي (الغير مبرر هنا) فيكتم في صدره ما يحرقه ذلاً وهوانا...
‏مهلا :
بدون الاحترام المتبادل لا يصبح للألقاب معنى ولا تقدير ولا أهمية.
مهلا مجددا: 
أين التربية في هذا ؟
إن من أهم وأكبر حاجات الإنسانية ضرورة ، هي الكرامة ، فإذا نزعت الكرامة من أي إنسان فهي نذير شؤم بضياعه ، بالانقياد مرة وبالانفلات كرات ، فعديم الكرامة تسهل عثراته...
عايز تكون الكبير والقدوة؟ ببساطة أثبته فعليا بكبر عقلك وحكمتك في المواقف...
 صراخك أيها المربي يتناسب حجمه عكسيا مع استحقاقك لقب (الكبير) فالعمر وحده مش إنجاز تستحق بسببه الاحترام.. أعط سنك حقها بوضعها فيمم القدوة وقتها تستحق إجلال كبير السن ..
وتذكر..
 إذا احتجت للقوة والصراخ والضرب لتفرض احترام الأصغر منك سنا فاعلم أنك بحاجة لتجتهد على نفسك فلا زال الفرق كبيرا بين (عمرك) و(مقامك) وليس ذنب من حولك أن يعطوك احترامالا تحبه..
وإننا والله كشباب نعتز بكبار السن حولنا كقدوات وخبرات لنتشرب منهم ما نعكسه على جيلنا ومن بعدنا... وليس كل كبير السن كبير المقام..
 الاحترام هو الجسر الأول للربط بين الأجيال وللكلام بقايا وتفاصيل....
خلاصة القول هو حديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه:
"ليس منا من لم يرحم صغيرنا يعرف شرف كبيرنا وفي رواية ويوقر كبيرنا"
يحتاج لتدبر عميق لإنزاله على واقعنا بلا ظلم على أجيال المجتمع..ولكل منهم احترام (يحتاجه) ولا يضر هذا بحق بعضهم على بعض.
 #لنربي_بوعي




الخميس، 14 يونيو 2018

ليلة عيد 1439هـ - تكرار بمزيج الفرح والمرار

قبل عام هجري تام كان الكثيرون يستعدون للعيد ووضاحنا الغالي رحمه الله يستعد لمصير مجهول تماما بين قطع وبتر رجله من أعلاها وبين نسبة نجاح العملية المخيفة في ضآلتها وليس سوى الإيمان يصبر وكفى بالله حسيبا، ليلة أصبح الناس مهنون بالعيد ولم يتقبل قلبي ولا عقلي مجرد مجاملتهم في الرد ، كيف العيد ولم يأت لأخي الجديد من فرحة معافاة أو خبر حتى في أمره سعيد، الله وحده الذي كان يعلم بما عاشه اخي الصغير عمرا الكبير في صبره وإيمانه نحسبه ولا نزكيه على الله حين استقبل صباح عيد بالتحضير لدخول عملية نتيجتها إحدى مرار خبرين بين موت أو حياة مختلفة عما كانت قبل دخوله لفقدانه رجله فيها ، يعلم الله كم نحن عشناه من جمر لأجله فكيف به هو ، وهو يراجع لا شك تاريخ حياته القصير كيف سيكون مستقبله برجل واحدة وهو الأنيق المحب للبس والحركة ، هكذا ظنناه حتى أبدى ثباتا كالجبال ورضا بتدقير المتعال في حياته الجديدة برجل صناعية رغم قسوة ومرار هذا الواقع ، لا أدري كيف سأقبل بعيد عامنا هذا ساعات فرح ، هل يا ترى ستنتصر علي مشاعر فراق أخي الحبيب وذكريات ما مرعليه من نار وجحيم قبل عام أم أن دخول زوجتي حياتي ومشاركتي عيدي هذا العام وبشريات قدوم ابني إبراهيم بحول الله ما سيقدر على تسريب مظاهر الفرح لعيدنا هذا ؟

بالنسبة لي الرضا بقضاء الله والعدل مع زوجتي وابني هو ما سيمكنيي على الأقل من مجاراة واقع عيد 39 هذا

والله المستعان

الحمدلله رب العالمين ولا نقول إلا ما يرضيه سبحانه

اللهم اجعل عيد جمعنا بأخي في فردوسك واقعا وبشرنا به

الأربعاء، 13 يونيو 2018

29 رمضان ١٤٣٨هجرية

منذ عام من الآن مثل تاريخ اليوم يوم رعب لأخينا الغالي وضاح رحمه الله تعالى حين خرج من المنزل لآخر مرة للمستشفى بلا عودة.. حين خرج والدم كنهر يسيل في رعب رهيب من مصيره ورحمة الله وحدها من أدخلته غرفة العمليات في مستشفى حكومي بعد تركه من رجال الإسعاف بسبب المال المطلوب لتحويله، والتوكل على الله هو ما يسر دخوله المستسفى ليبدأ رحلته الأخيرة مع صراعه لمرضه القاتل!
تاريخ لن ننساه ولن أنسى فيه وجهه البريئ المليء بالخوف في هدوء المؤمن العجيب! مشاعر لم أجدها إلا في وصف الصحابة فقط رأيناها رأي العين في وضاحنا رحمه الله
ليلة كنا نقنعه فيها بالاختيار بين مرارتين وجحيمين ونارين
خيرناه برأي الأطباء بين قطع رجله أو انتظار الموت طبيا والأمر عند الله... ما أقساها من لحظة حين أقنعته وهو في عمره الصغير هذا بتقبل قطع رجله.. ثم أدخلوه بنفس الليلة لعملية تركيب أنبوب في إحدى جانبيه مجددا للتنفس فصارت أنبوبتين!!!
لله عجبي فوق تعجبي كيف تحملها بذلك الهدوء الرهيب! لا أراها وربي إلا رحمة الله ورضوانه فهو فقط ما يجلب الطمأنينة وسط ما يضمه صدره الصغير من آلام ومشاعر يعلم بها الله وحده
ألا رحمك الله أخي الغالي الحبيب وضاح.. نسأل الله لك الفردوس الأعلى بلا أي سابقة عذاب أو حساب وأن يبلغنا جوارك مع النبي صلى الله عليه وسلم ويوفقنا لذلك برحمته.

خباب أبو سارة

المشاركات الشائعة