الجمعة، 28 مارس 2014

مفاهيم مشوهة .. الحلقة (1)

                                                                   بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي الله حبيبنا المصطفى واله وصحبه وسلم ..أما بعد

مفاهيم مشوهة
هو عبارة عن سلسلة خواطر نحاول فيها إن شاء الله الاشارة الى أهم المفاهيم التي أصابها التشوه من فعل فاسدين مفسدين محبون لنشر الخراب في العقول والقلوب عند الناس الذين قال الله تعالى شأنه في مثلهم ( الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا) يحبون نشر الفاحش من القول والفاحش من الفكر والفاحش من المعتقدات والعادات وغيرها، وشوها بذلك الصحيح السليم مما علمنا الاسلام إياه ..ونسال الله تعالى ان يوفقنا فيها علنا نشارك ولو بنسبة قليلة في ازالة بعض تلكم التشوهات ..وستكون بحول الله وقوته حلقة كل اسبوع صوتية على اليوتيوب إن شاء الله ونحمل كلماتها نصا على الفيس بوك وبسم الله نبدا
أول تلك المفاهيم هي (التوبة ) واخترتها كاول عنوان علشان نجدد معا التوبة بمفهمومها الصحيح وبعدها يصفو القلب لتقبل أي معلومة جديدة وكما قال الشافعي رحمه الله تعالى (ونور الله لا يهدى لعاصي) ..
طيب كلنا يعلم بان التوبة لها شروط 3 اذا كانت متعلقة بين العبد وربه و4 اذا كان في حق للبشر هو الرابع فلابد من طلب العفو من صاحبه حتى تتم التوبة بس الكلام عن هذي الشروط ماهي موضوعنا هنا ولكن اتماما للفائدة حذكر الشروط على نفس ترتيب ذكر النوعين ...
الاول الاقلاع عن الذنب
الثاني الندم على مافات (من أمر المعصية)
الثالث العزم على عدم العودة اليه
والشرط الرابع ..هو ارجاع الحقوق لمن اعتدينا على حقه ..فان كان مالا ارجعناه وان كان سبة اعتذرنا ..وهكذا ..
طيب وين التشويه هنا في باب التوبة ؟
ينقسم حسب وجهة نظري المتواضعة امر التشويه فيها على قسمين :
الاول انو كثير جدا من الناس يرون العصمة لفئات من الناس بحيث انو مجرد يمسكون عليهم زلة او خطا مباشرة يحطونهم (في سلة المهملات) إذا لم (يكفرونهم) ويرفضون رفضا باتا فكرة انهم بشر يخطئون وان الله يتوب عليهم أيضا مثلهم مثل غيرهم وتمحى سيئاتهم من صحائفهم كذلك ..لكن (لا حياة لمن تنادي) فان كنت من ضمن احد هذه الفئات ..فإما أن تحافظ على (عصمتك فلا تخطئ أبدا كما ينتظرون) أو تتقبل وتتعايش مع وضع الازدراء الجديد فتكون كمن حكم عليه بالسجن المؤبد بإحاطة زلته حوله بالرغم من انو لساه عايش في هذه الأرض الفسيحة ..وهذي الفئات هي :
العلماء (خاصة علماء الشريعة)
الدعاة
حملة القران
كبار القوم
ومن هم على شاكلتهم
سبحان الله كانهم ماسمعو ابدا بحديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي قال فيه : "كل بن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، هذا في الخطا المتعمد أيها المسلمون ناهيكم عن الخطا الناجم ععن سوء تقدير أو اجتهاد أو سوء فهم وما إلى ذلك .. فيا سبحان الله في غريب تعامل الكثير وللاسف من الناس مع المخطئ (سواء المتعمد أو غيره) بجهل أو ظلم أو قهر بغير ما أنزل الله من سلطان ، وعلى غير سنة النبي عليه الصلاة والسلام في ذلك الباب ، وإن أعجب قصة في الخطأ مما غضب فيه النبي غضبا شديدا من الثلاثة الذين خلفوا مدة بلغت 50 يوما ولكن بتوبتهم التي تابوها نسي النبي والصحابة كلهم ما حصل منهم كأنهم لم يخطئؤا أبدا وعاد النبي يعاملهم كغيرهم ..يا لروعة الاسلام ، نعم أحبة الاسلام فإننا لا ننبذ المطئ فكلنا ذوو خطأ بل نحتويه ونحتضنه ونعلمه ، لنجد من يحتوينا ويحتضننا ساعة خطئنا ، فاليت قومي يعلمون .. وإني أحذر نفسي واياكم من كلام النبي عن أحوال الناس في الغضب حيث قال بأبي هو وامي عليه الصلاة والسلام فيما معناه :
أسوأ الناس سريع الغضب بطئي الفيء (الرجوع عن الغضب) ، وأفضل الناس عند الغضب بطيئ الغضب سريع الفيئ ونوعين ىخرين بينهما في الدرجة .. فانظر نفسك في أي الدرجات ، وحذار ثم حذار كما قال ربنا سبحانه : " ولا يجرمنكم شنئان قوم على ان لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى" ، حذار أن يقودك الغضب لظلم من هم تحت يديك وولايتك ، حذار أن تجتهد في ارضاء نفسك والانتصار لها مهما جرك ذلك إلى ظلم من هم دونك ومن ليس ناصر الا الله ، فإن دعوة المقهور والمظلوم تقصم الظهور فلا تغتر أبدا بقوة أو جاه أو سلطة أو مال فكله بدعوة في سجدة قد يزال الله يغير بها كل الحال إلى غير الحال !
والعجيب في الحديث انه لم يقل بأبي هو وأمي كل بن آدم  يخطئ بل قال خطاء ونستخلص من هذه الجملة أمرين..
الاول انو مافي استثناء ابدا بالعصمة بعد الانبياء يعني ما نستغرب ابدا من خطا أي مسلم ومافي معاصي محددة لكل فئة بحيث انو الشيوخ يخطؤون معاصي معينة وعامة الناس معاصي اخرى أي مسلم معرض انو يخطئ أي خطا سواء من الكبائر أو الصغائر ..لكن مايميز اصحاب الفئات المذكورة سابقا أنهم يرجعون الى الحق اسرع من غيرهم وهم أقرب للتوبة ..وفيهم يقول الله تعالى : " الذين إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون"
إن الاسلام يا إخواني وأخواتي دين واقعي جدا فلم يقل الاسلام إياكم وقطعا أن تخطؤوا ..نعم حذرنا من الخطا لكبح رغبات النفس ونزغات الشياطين من الانس والجن ولكنه أمرنا بالتوبة حال الوقوع في المعصية معناتها الغلط الحقيقي واللي ربنا بحاسب فعلا عليه انك تغلط وماترجع عن غلطك وتعترف للملك العلام وتتوب اليه ..بعض الناس اشكلت عليه  نقطة انو يقول العالم والشيخ والحافظ لا عذر لهم بالخطأ لأنهم يعلمون انه خطا فاقول بكل بساطة اصلا الله لايعتبر الفعل والقول (السيئ) خطأ الا اذا فعله المسلم وهو يعلم بالحكم ولكن اغرته نفسه واغراه الشيطان وفي هذا يقول الحبيب عليه الصلاة والسلام : ( رفع عن امتي الخطا والنسيان وما استكرهوا عليه ) ، وقد وقع في مجتمع الصحابة وهم خير القرون كبائر الذنوب والنبي عليه الصلاة والسلام لم يستغرب خطاهم بل نصحهم وعلمهم الصواب وأقام الحد على من ضبط ثم انتهى الامر وعدى كان لم يكن ..مجتمع الاسلام بسيط وواقعي في روعته في التعامل مع النفوس البشرية ..فهو مايستقصي ابدا من ضعفت نفوسهم للخطا بل يحتضنهم ولا يسمح للشيطان بابعادهم عن الجماعة يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في رجل ذكر له يرتكب جرما بتكرار ..إن تركه فهو أخي؟؟يعني هو مازعلان منو بل من فعلو ومجرد يتركه يعود لمكانته عنده كما كان ..يا الله ما أروعه من جيل فقه حقيقة الاسلام ..
الامر الثاني ان المسلم مو بس مايستغرب منو الخطا كونه بشر (وميزته كمسلم انو يتوب) لا بل انو مايستغرب تكرار الخطا منه كذلك وذلك في قول النبي عليه الصلاة والسلام : خطاء بصيغة المبالغة أي كثير الخطا ..وقد سأل اعرابي النبي فقال يارسول الله أرأيت إن أذنبت ذنبا مالي (يعني ما يكون في حقي) قال النبي يكتب ( أي يكتب عليك ذنب) قال افرأيت إن تبت قال يمحى قال يمحى افرايت إن عدت (يعني لو بعد التوبة سقطت مر تانية في نفس المعصية ) قال النبي يكتب قال افرايت تبت قال يمحى قال افرايت إن عدت قال يكتب قال افرأيت إن تبت قال يمحى قال إلى متى يارسول الله قال ان الله لا يمل حتى تملوا..سبحان الله ابعد هذا القول نسمح للمنافقين تشويه سمعة من نحب ونجل ونحترم بحجة معصية عرفت عنهم وستر الله عنا الكثير؟!
إن الله لايمل من التوبة مهما تكرر الذنب منا ما دامت التوبة صاقة في كل مرة ..بل وأكثر من ذلك يختم النبي عليه الصلاة والسلام الحديث بكلام يثلج الصر ويحبب التوبة إلى النفوس بما لايعلمه أولئك الفاسدون المفسدون محبو الشر أصحاب وذوي النفوس المريضة ..وخير الخطائين التوابون ..يعلن النبي صراحة بأن كل مسلم مهما تكرر منه الخطأ والزلل ففيه من الخير لايزال ابدا ولكن أكثر الناس خيرا من يكثر في المقابل من التوبة فلا يدع للسيئات متسعا تمكث به في صحيفته ..والله تعالى يبشر كل من اغوته طبيتعه البشرية للمعصية بالتوبة فقال ..(والله يحب التوابين)..فد عنك وساوس كل شيطان من انس وجن وبادر بالتوبة متى زللت وكن رافعا رأسك واشعر بحب الله لك مادمت تخفضه ذلا له وانكسارا في كل توبة ..
هذا وصلى الله وسلم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين
وعلى آله وصحبه والتابعين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رابط الحلقة على قناتي في اليوتيوب
https://www.youtube.com/watch?v=RmXvxMG-k4s


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خباب أبو سارة

المشاركات الشائعة